أصبح البوتوكس والفيلر من أكثر العلاجات التجميلية شيوعًا حول العالم، إذ تتيح للأفراد فرصة إخفاء التجاعيد، واستعادة حجم الوجه، وتحسين ملامحه. ورغم شيوع استخدامها، لا تزال هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حولها. ويظل البعض مترددًا أو غير مدرك جيدًا لأهمية هذه العلاجات بسبب الخرافات الشائعة. في هذه المدونة، سنُفنّد خمسًا من أكثر الخرافات شيوعًا حول البوتوكس وحشوات الجلد لمساعدتكِ على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن هذه العلاجات المُحسّنة للجمال.
الخرافة الأولى: البوتوكس والفيلر هما الشيء نفسه
من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا أن البوتوكس والفيلر هما العلاج نفسه. على الرغم من أن كلا الإجراءين التجميليين يُحقن، إلا أنهما يخدمان أغراضًا مختلفة ويعملان بطرق مختلفة.
البوتوكس هو اسم تجاري لتوكسين البوتولينوم، وهي مادة تُرخي العضلات تحت الجلد مؤقتًا. يعمل البوتوكس عن طريق حجب الإشارات العصبية المتجهة إلى العضلات، مما يمنعها من الانقباض، وبالتالي يُنعم التجاعيد والخطوط الدقيقة. يُستخدم البوتوكس عادةً للتجاعيد الديناميكية، أي تلك الناتجة عن حركة العضلات، مثل تجاعيد العين، وخطوط الجبهة، وخطوط العبوس.
أما الفيلر، فهو مواد (عادةً حمض الهيالورونيك، أو هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم، أو حمض بولي-إل-لاكتيك) تُحقن في الجلد لاستعادة حجمه، أو تنعيم التجاعيد، أو تحسين ملامح الوجه كالشفتين أو الخدين. تُعد الحشوات الجلدية مثالية للتجاعيد الثابتة، الناتجة عن فقدان حجم الجلد أو مرونته.
على الرغم من أن كلا العلاجين طفيفي التوغل ويمكنهما أن يُكملا بعضهما البعض، إلا أنهما يختلفان اختلافًا جوهريًا في وظيفتهما. البوتوكس يُساعد على استرخاء العضلات، بينما يضيف الفيلر حجمًا أو بنيةً للبشرة.
الخرافة الثانية: البوتوكس مُخصص للتجاعيد فقط
يعتقد الكثيرون أن البوتوكس يُستخدم فقط لعلاج التجاعيد، لكن هذا غير صحيح. للبوتوكس تطبيقات طبية وتجميلية مُتنوعة، مما يجعله خيارًا علاجيًا مُتعدد الاستخدامات للأغراض الجمالية والعلاجية.
بالإضافة إلى تنعيم التجاعيد والخطوط الدقيقة، يُستخدم البوتوكس عادةً لعلاج:
-
الصداع النصفي: تمت الموافقة على استخدام البوتوكس للوقاية من الصداع النصفي المزمن. يعمل عن طريق منع إطلاق مواد كيميائية معينة تُسبب الألم والالتهاب في الدماغ.
-
التعرق المفرط: البوتوكس معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج فرط التعرق (التعرق المفرط) في مناطق مثل الإبطين، وراحة اليد، والقدمين. يعمل عن طريق سد الغدد العرقية، مما يُخفف من حدة هذه الحالة لدى الأشخاص الذين يعانون منها.
-
صرير الأسنان (بروكسيزم): يُمكن استخدام البوتوكس أيضًا لعلاج صرير الأسنان عن طريق إرخاء عضلات الفك، مما يُقلل من إجهاد الأسنان واحتمالية الإصابة بالصداع.
-
توتر الرقبة والكتفين: يُمكن للبوتوكس تخفيف توتر عضلات الرقبة والكتفين، مما يُساعد على يُخفف الألم والانزعاج.
لذا، على الرغم من أن البوتوكس أداة ممتازة لتقليل التجاعيد، إلا أنه متعدد الاستخدامات بشكل لا يُصدق في علاج العديد من المشاكل غير التجميلية.
الخرافة 3: البوتوكس يجعل وجهك يبدو جامدًا وبلا تعابير
من أكثر المخاوف شيوعًا بشأن البوتوكس هو الخوف من أن يبدو وجهك “جامدًا” أو بلا تعابير. إن فكرة أن البوتوكس يترك مظهرًا متيبسًا وغير طبيعي تنبع من سوء استخدام المنتج أو الإفراط في استخدامه في الماضي.
عند حقن البوتوكس بواسطة خبير مؤهل وذو خبرة، يُفترض أن يُعطي مظهرًا طبيعيًا ومتجددًا. الهدف من البوتوكس هو تنعيم الخطوط والتجاعيد مع الحفاظ على تعبيرات الوجه. سيقوم طبيب ماهر بتخصيص العلاج لضمان استخدام الكمية المناسبة من البوتوكس، مما يحافظ على قدرتك على الابتسام والعبوس وإظهار تعابير طبيعية أخرى دون أن تبدو متكلفة.
يكمن سر تجنب المظهر المتجمد في الجرعة المناسبة والوضع الاستراتيجي. سيعرف المحقن المناسب مكان حقن البوتوكس بدقة للحصول على مظهر ناعم ومريح مع الحفاظ على وجهك معبرًا وحيويًا.
الخرافة الرابعة: الفيلر خطير ويسبب تكتلات أو نتوءات
يخشى بعض الأشخاص أن يؤدي الفيلر إلى ظهور تكتلات أو نتوءات أو مظهر غير طبيعي تحت الجلد. ورغم أن ذلك ممكن، إلا أنه غالباً ما يكون نتيجة لأساليب حقن غير صحيحة، أو استخدام مفرط للفيلر، أو اللجوء إلى مختص غير مؤهل.
عند تطبيقه بشكل صحيح، يمكن للفيلر أن يمنح نتائج طبيعية للغاية تعزز من ملامح الوجه. معظم أنواع الفيلر الحديثة، وخصوصًا تلك المصنوعة من حمض الهيالورونيك، تتوافق بدرجة عالية مع الجسم وتمنح مظهراً ناعماً ومتجانساً. وغالباً ما تكون النتائج دقيقة ولكن فعالة، ما يخلق مظهراً أكثر امتلاءً وشباباً من دون خطر المبالغة أو التكتل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من أنواع الفيلر المعتمدة على حمض الهيالورونيك تتميّز بأنها قابلة للإذابة. فإذا لم تكن راضياً عن النتيجة، يمكن استخدام إنزيم يُسمّى هيالورونيداز لإذابة الفيلر وإعادة الوجه إلى مظهره السابق.
للحصول على أفضل النتائج، احرص دائماً على اختيار مختص مرخّص وذو خبرة في إجراءات الفيلر، فالمختص المؤهل يعرف تماماً كيف يوزّع الفيلر بطريقة متوازنة تضمن مظهراً طبيعياً ومتناسقاً.
الخرافة الخامسة: البوتوكس والفيلر مخصّصان للنساء فقط
من الخرافات الشائعة أن علاجات البوتوكس والفيلر موجهة فقط للنساء، لكن في الواقع، فهي إجراءات تجميلية فعّالة وشائعة بين الرجال أيضاً.
في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الرجال الذين يلجؤون إلى البوتوكس للتقليل من التجاعيد والخطوط الدقيقة، خصوصاً في مناطق مثل الجبهة، وزوايا العين، والمنطقة بين الحاجبين. وتكمن فائدة هذه العلاجات في منح مظهر أكثر نضارة وشباباً من دون أن يبدو الوجه متكلفاً أو مصطنعاً.
كما أن الفيلر بات مطلوباً بشكل متزايد من الرجال لتحديد ملامح الوجه، مثل عظام الخد، وخط الفك، والذقن. فالرجال الذين يرغبون في فك أكثر وضوحاً، أو استعادة الحجم الطبيعي للوجه، أو تقليل التجاعيد بشكل ناعم، قد يجدون في الفيلر خياراً مناسباً.
الغاية من هذه العلاجات ليست الارتباط بصورة نمطية، بل تعزيز المظهر الطبيعي، ودعم الثقة بالنفس، ومساعدة كل شخص على أن يبدو ويشعر بأفضل حال.
الخلاصة
أصبح البوتوكس والفيلر جزءًا لا يتجزأ من العلاجات التجميلية الحديثة، إذ يقدمان فوائد كبيرة في مكافحة الشيخوخة ويساعدان الأفراد على تعزيز جمالهم الطبيعي. ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي إجراء طبي أو تجميلي، من المهم التمييز بين الحقيقة والخيال.
من خلال دحض هذه الخرافات الشائعة، نأمل أن نزيل اللبس المحيط بالبوتوكس والفيلر. سواء كنتِ تفكرين في هذه العلاجات لأول مرة أو جربتِها بالفعل وترغبين في توسيع معرفتكِ، فإن فهم فوائدها وعيوبها الحقيقية سيساعدكِ على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا.
تذكري، يُفضّل أن يُجري طبيب مؤهل وذو خبرة كلاً من البوتوكس والفيلر، ويفهم أهدافكِ ويعمل معكِ لتحقيق نتائج طبيعية. إذا كنتِ مهتمة بهذه العلاجات، فلا تترددي في حجز موعد استشارة لمناقشة خياراتكِ ومناقشة أي استفسارات لديكِ.
العلاج المناسب سيمنحكِ مظهرًا منتعشًا وواثقًا ومستعدًا لمواجهة العالم بإشراقة طبيعية!